Menu

زلزال الهدهد  يضع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا في مأزق استراتيجي

عليان عليان

عليان عليان

خاص - بوابة الهدف



شريط الفيديو الذي بثه حزب الله  مساء الثلاثاء  18 يونيو (حزيران) الجاري ، والذي تضمن تصوير كافة المواقع الحساسة العسكرية والاقتصادية  ، ابتداءً من صفد وطبرية  مروراً بكرمئيل والعفولة ، وصولاً إلى نهاريا  وحيفا وبشعاع يتجاوز (28) كيلو متراً ، شكل قنبلة سياسية بأبعاد عسكرية واستراتيجية وأوقع حكومة العدو ومجاميع المستوطنين  في ورطة استراتيجية، وأربك الإدارة الأمريكية التي هرعت في السابع من أكتوبر بأساطيلها،  لتهديد حزب الله من مغبة التدخل وشن حرب على الكيان ، فإذا بزلزال الهدهد يقع على رأسها وقع الصاعقة بعد أن اختارت قيادة الحزب اللحظة السياسية الملائمة للإعلان عن مخرجات الهدهد .
فهذا الإنجاز الاستخباري يراكم على إنجاز السابع من أكتوبر ، وحسب العديد من الخبراء الاستراتيجيين ، فإننا بتنا أمام إنجاز غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني بحيث بات العدو الصهيوني، مكشوفاً في أدق التفاصيل أمام  المسح المعلوماتي لحزب الله  بمسيراته وصواريخه الدقيقة، وفي حال اندلاع حرب شاملة يصبح سؤال وجود الكيان الصهيوني مطروحاً على الصعيد العملي .
توقيت فيديو الهدهد
ما يلفت الانتباه توقيت الإعلان عن فيديو الهدهد ، إذ جاء التوقيت  في ضوء ما يلي :
1-غداة زيارة  هوكشتاين -ممثل الرئيس الأمريكي جو بايدن-  للبنان  ولقائه كل من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب  نبيه بري ،  وتوجيه رسالة تهديد  إسرائيلية  من خلالهما، بأنه إذا فشلت المفاوضات أو الرسائل الدبلوماسية، ستكون الحرب حتمية ، وذلك في محاولة منه للضغط على حزب الله  لوقف عملياته العسكرية ضد قوات الاحتلال ، عبر تلويحه  بالهجوم البري الإسرائيلي المرتقب  ، ومطالبته حزب الله عبر المسؤولين اللبنانيين، بأن  يتولى إقناع  قيادة المقاومة بقبول الصفقة الصهيونية .
 2-في ظروف الضغط الأميركي والعربي الرجعي،  والضغط من قبل الوسيطين المصري وال قطر ي على المفاوض الفلسطيني للقبول بالصفقة  الصهيو أميركية، التي تسمح للعدو بالاستمرار في عدوانه على قطاع غزة ، وذلك بعد  أن فشل العدو  في تحقيق أي إنجاز في معركة رفح، التي أدمت قوات الاحتلال، جراء العمليات النوعية والمركبة لفصائل المقاومة.
إذ أن الوسطاء المزعومين ، يحاولون أن يحققوا للعدو ما عجز عن تحقيقه في ميادين القتال في الشمال والوسط والجنوب ،  خاصةً بعد أن شارفت الحرب على الانتهاء، التي كرست هزيمة العدو في كافة محاور القتال ، باعتراف عشرات القيادات العسكرية الصهيونية التي شغلت مواقع رئيسية  في جيش الاحتلال.
جاء فيديو الهدهد ليقول لممثل الرئيس الأمريكي، أن حزب الله لا يكترث لمثل هذه التهديدات وأن  معركته ضد قوات الاحتلال، إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، ستتصاعد كماً ونوعاً لإجبار قوات الاحتلال على وقف العدوان على قطاع  غزة ... هذا ( أولا) و (ثانياً) جاء هذا الفيديو ليخرس ممثل الإدارة الأمريكية  وليقول له، أن حزب الله طرف أساسي في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية .
رسائل هدهد حزب الله
لقد انطوى  فيديو طائر الهدهد ، تلك الطائرة المسيرة التي تجولت في سماء حيفا وصفد والعفولة ونهاريا بكل أريحية ، والتقطت صوراُ وفيديوهات حية لكل صغيرة وكبيرة في شمال فلسطين المحتلة ، انطوى على رسائل ذات بعد  استراتيجي أبرزها :
1-رسالة ردعية  للمستويين السياسي والعسكري في الكيان الصهيوني، بأن حديثهما عن مخطط عملياتي لشن حرب برية ضد حزب الله، هو مجرد تهديدات فارغة غير قابلة للتنفيذ في ضوء بنك  حزب الله  الغني بالأهداف ، القابلة للتدمير عبر مسيرات وصواريخ المقاومة الدقيقة.
وحسب الخبير العسكري اللبناني "منير شحادة"  فإن الرسالة كانت  واضحة ومباشرة من المقاومة إلى  الكيان الصهيوني  "إذا كنتم تريدون الحرب، فهذا بنك أهدافنا، وهذه الحلقة الأولى وهناك حلقات أخرى جاهزة ،ستعرضها المقاومة تباعا ، وإن الحزب جاهز  كل الجهوزية للحرب ". 
2- الرسالة الثانية : أن حزب الله يسبق العدو الصهيوني بخطوات كثيرة  في علمه العسكري وخططه العسكرية ، وأن قوة الردع الإسرائيلي باتت في الحضيض.
3-  الرسالة الثالثة : أن قدرات الرصد لحزب الله خارقة جدا ، وأن الحزب  يعرف أدق التفاصيل لمواقع العدو العسكرية والاقتصادية ، وأن القدرات التقنية في الصناعات العسكرية لحزب الله وخاصةً في مجال المسيرات ،كشفت عن عجز  قدرات الرصد الإسرائيلي ، حيث فشلت أجهزة الرصد الصهيونية في كشف هدهد حزب الله ،الذي تجول عدة ساعات في شمال فلسطين المحتلة ، وأنجز مهمته بشكل أذهل المستوى الأمني في كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ، في الوقت الذي يفشل فيه العدو في رصد خطط وقدرات حزب الله .
4-الرسالة الرابعة : أنه في  الوقت  الذي  راح فيه العدو يقوم بعمليات استعراض عسكرية عبر معارك بين الحروب ، كان حزب الله يراكم قدراته العسكرية والتقنية كماً ونوعاً ، ويراكم خبرة معرفية عن كل ما يدور في الكيان الصهيوني، على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية ،وعلى صعيد  قراءته  الدقيقة لتركيبة الكيان  الديمغرافية  والاجتماعية ، ومن  ثم يوظف هذه الخبرة المعرفية في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني.
5- الرسالة  الخامسة تقول  للعدو : "أنه في حال ارتكب حماقة عدوان على لبنان ، فإن ثلاثة أهداف رئيسية ستكون في مرمى ضربات حزب الله التدميرية وهي : مجمع الصناعات العسكرية ( رفائيل) والتجمع الاستيطاني الرئيسي في الشمال ( كريوت) الذي يضم حوالي 250 ألف مستوطن ، والأهداف المركبة في حيفا ( مصافي وخزانات النفط + الميناء ومواقع البوارج والغواصات +مجمع البتروكيماويات).
6- الرسالة السادسة  تقول  "أن إمكانية توسيع المنطقة العازلة في شمال فلسطين المحتلة ونزوح المستوطنين  باتت ممكنة ، في إطار  الشعاع الذي رصده هدهد حزب الله ( ما يزيد عن 28 كيلو متر) وأن إمكانية  اجتياح قوة  الرضوان للجليل باتت إمكانية واقعية.
7--الرسالة السابعة : أن إمكانات حزب الله  وقدراته  العسكرية، تضاعفت عدة مرات بعد حرب تموز 2006  ،إن على صعيد  حصوله على ترسانة الصواريخ الدقيقة ، أو على صعيد حصوله على مسيرات متطورة  ،  وتصنيع هذه المسيرات،  أو على صعيد عدد المقاتلين وتأهيلهم عسكرياً  ،عبر المشاركة في  المناورات المتطورة ، وفي الحرب ضد  فصائل الإرهاب في سورية  وجبال القلمون.
 وهذا يعني وفق تقديرات  العديد من  الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، أن المواجهة القادمة  من حيث الأدوات والوسائل والأساليب ستكون مختلفة، لأن قواعد الاشتباك  بدأت تتغير  بشكل كبير  خاصةً وأن حزب الله بات يخوض قتالاً أعلى من قواعد الاشتباك وأقل من حرب شاملة  وهذا التغير سيضر المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية للكيان الصهيوني
8- الرسالة الأهم في هذا المجال : أن حزب الله  يؤكد مجدداً عبر هذا الفيديو ،  على  وعد سيد المقاومة حسن نصر الله ، "أنه لن يسمح بهزيمة حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة" ..
خلاصة : يمكننا الجزم بأن فيديو الهدهد ، شكل إضافة نوعية لانتصارات المقاومة في شمال فلسطين المحتلة وفي قطاع غزة ، وعمق مأزق الكيان الصهيوني على الصعيدين العسكري والسياسي ، فنراه يهدد  باجتثاث المقاومة  في قطاع  غزة وإنقاذ الأسرى ، رغم أنه يعاني من هزائم عسكرية متتالية ، ونراه يهدد بشن حرب برية على لبنان لإبعاد مقاتلي حرب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ، رغم إدراكه بعدم قدرته على شن هذه الحرب، في ضوء معطيات المعارك في الجليل التي تراكم فيها المقاومة الإسلامية انتصارات غير مسبوقة على هذه الجبهة ، ومن ثم ليس أمام العدو ومن ورائه أمريكا، سوى وقف العدوان على قطاع غزة والتسليم بشروط المقاومة لإبرام صفقة تبادل الأسرى ، ووقف العدوان على قطاع غزة هو الشرط الرئيسي  لحزب الله لوقف عملياته الحربية في هذه المرحلة.